5 خطوات لتجنب اسباب الادمان على المخدرات عند الشباب والمراهقين

كثير من الأشخاص لا يعرفون لماذا أصبح الآخرون مدمنون على المخدرات، ويعتقدون أن أولئك المدمنين ليس لديهم مبادئ أخلاقية أو قوة إرادة، وأنهم يمكنهم تجنب اسباب الادمان على المخدرات،و التوقف عن التعاطي باختيارهم،

بينما في الواقع إدمان المخدرات مرضًا معقدًا ويتطلب أكثر من ذلك بسبب التغيرات الكيميائية التي تحدث للدماغ، لنتعرف معًا على اسباب ادمان وتعاطي المخدرات، وكيف تحدث اسباب الادمان عند المرهقين والشباب، وما هي العلاجات المساعدة على التعافي.

ما هو ادمان المخدرات؟

هو مرض مزمن يتضمن البحث عن لمخدر بشكل قهري، وتعاطيه دون قدرة على السيطرة على النفس، بالرغم من النتائج الضارة التي تحدث على المدى القريب والبعيد.

تعاطي الجرعة الأولى من المخدر يعد قرارًا اختياريًا، ولكن التناول المتكرر للمخدر بعد ذلك يكون إجباريًا، لأن المخدرات تحدث تغييرات في الدماغ يصعب معها ضبط النفس، وتقلل من القدرة على مقاومة الإلحاح الشديد للجسم كي يحصل على المخدرات.

هل الانتكاسة تعني الفشل؟

يرجع السبب الرئيس من اسباب الادمان على المخدرات أو الانتكاس بعد العلاج إلى استمرار تلك التغييرات، فالأشخاص الذين يتعافون من الإدمان أكثر عرضة لخطر العودة إلى التعاطي مرة أخرى حتى بعد مرور سنوات على الإقلاع عن المواد المخدرة.

الانتكاسة لا تعني أن العلاج فشل، بل من الشائع أن يتعرض لها أي مدمن بعد التعافي، لذلك يجب أن يستمر العلاج على المدى البعيد، وأن يتم تعديله بناءً على استجابة المريض وقدرته على التحمل.

ماذا يحدث للدماغ عند تعاطي المخدرات؟

تؤثر معظم المخدرات على المراكز المسئولة عن الشعور بالسعادة في الدماغ منها تأثير المخدرات على الجهاز العصبي، مما يسبب النشوة وزيادة إفراز الدوبامين، الذي يقوم بتعزيز السلوكيات الممتعة غير الصحية مثل تعاطي المخدرات بطريقة متكررة.

يتكيف الدماغ مع استمرارية الشخص في تعاطي المخدرات، مما يقلل من الشعور بالنشوة مقارنة بالنشوة التي يشعر بها الشخص عند تناول المخدر لأول مرة، وهو ما يعرف باسم التحمل، مما يدفعه إلى تعاطي المزيد من المخدر لمحاولة تحقيق نفس الشعور.

في أغلب الأحيان يؤدي تكيف الدماغ مع المخدر إلى قلة المتعة التي يشعر بها الفرد، خاصة المتعلقة بتناول الطعام أو ممارسة الجنس أو ممارسة الأنشطة الاجتماعية.

آثار الادمان على المدى الطويل

إدمان المخدرات على المدى الطويل أيضًا يسبب حدوث تغييرات في أنظمة الدماغ الأخرى، مما يؤثر على بعض الوظائف المتعلقة بما يلي:

• التعلم.
• الحكم على الأشياء.
• اتخاذ القرار.
• الضغط العصبى.
• الذاكرة.
• السلوك.

لماذا يلجأ الشباب إلى المخدرات؟

تتعدد أسباب تعاطي المخدرات عند الشباب، فلا يوجد عامل واحد مؤكد يتنبأ بأن الشخص سوف يصبح مدمنًا على المخدرات، لكن هناك الكثير من العوامل التي تزيد من خطر الإدمان، أهمها:

1- أسباب بيولوجية

الجينات الوراثية التي يولد بها الأشخاص من أهم اسباب الادمان على المخدرات، حيث أنها تمثل 50% من نسبة الخطورة. بعض العوامل الأخرى مثل الجنس والاضطرابات العقلية والعرق قد تكون من أهم اسباب تعاطي المخدرات.

2- أسباب بيئية

البيئة التي يعيش فيها الفرد تتضمن الكثير من العوامل المؤثرة بدءً من العائلة والأصدقاء وصولًا إلى الوضع الاقتصادي وطبيعة الحياة العامة من الممكن أن تدفع الشخص إلى تعاطي المخدرات.

ومن أبرز اسباب ادمان المخدرات أيضًا ضغط الصدقاء أو التعرض لاعتداء جسدي أو جنسي، وكذلك الشعور بالتوتر الشديد، أو تعاطي أحد الوالدين للمخدر.

3- أسباب متعلقة بالنمو

تتفاعل العوامل الجينية والبيئية مع مراحل النمو المختلفة للفرد، مما يزيد من مخاطر الإدمان، فعلى الرغم من أن تعاطي المخدرات في أي مرحلة عمرية يمكن أن يؤدي إلى الإدمان،

إلا أنه كلما بدأ تعاطي المخدرات مبكرًا، كلما زاد احتمال إدمانها في سن المراهقة، وترجع اسباب ادمان المراهقين لأن المراهقين يفتقرون إلى القدرة على ضبط النفس واتخاذ القرارات الصحيحة، ويرتكبون سلوكيات خطيرة أبرزها تجربة المخدرات.

كيف تدفع الأسرة إلى إدمان الأبناء؟

يؤدي التعامل العنيف وفقدان لغة الحوار والتفاهم بين أفراد الأسرة إلي دفعهم للمخدرات للهروب من ذلك الجو العنيف.

هل الوحدة تسبب الإدمان؟

الشعور بالوحدة وعدم وجود شغف أو هدف للحياة يدفع تعاطي المخدرات نتيجة وجود وقت فراغ والشعور بانعدام القيمة.

هل يمكن علاج إدمان المخدرات نهائياً؟

كما يحدث بالنسبة للأمراض المزمنة الأخرى مثل القلب أو السكري، فإن علاج إدمان المخدرات ممكن لكنه يستمر طوال الحياة، لأن التعافي من الإدمان رحلة طويلة يجب على المريض التكيف معها لحماية نفسه من إمكانية الانتكاس مرة أخرى.

الأشخاص المتعافون من إدمان المخدرات معرضون للانتكاسة في أي وقت بعد الخروج من مستشفى علاج الإدمان، لكن الأبحاث أثبتت أن استخدام أدوية علاج الإدمان إلى جانب العلاج السلوكي يضمن النجاح في التعافي على المدى الطويل.

نصائح الوقاية من تعاطي المخدرات

أظهرت نتائج دراسة علمية حديثة، أنه يمكن الوقاية من تعاطي وإدمان المخدرات، عن طريق استخدام برامج التوعية الموجهة إلى العائلات والمدارس والمجتمعات.

وتلعب وسائل الإعلام دورًا فعالًا في منع أو تقليل اسباب الادمان على المخدرات، حيث تغير نظرة الشباب إلى المخدرات، وتقنعهم بأنها ضارة، إضافة إلى تثقيفهم وتوعيتهم بالمخاطر المحتمل حدوثها حال ادمان المخدرات.

على المستوى الأسري، يجب أن يتحدث الآباء باستمرار مع أولادهم عن أضرار المخدرات وخطورتها، وملاحظة سلوكياتهم دائمًا، حتى يمكن التدخل لإنقاذهم إذا استدعت الحاجة لذلك قبل تتطور الأمر وتحولهم إلى ضحايا للإدمان.

تفاصيل أكثر حول اسباب الادمان على المخدرات

تتعدد أسباب الإدمان على المخدرات إلى عوامل نفسية، وعوامل بيئية، وعوامل دينية، وعوامل جينية:

1-  العوامل النفسية:

قد تدفع العوامل النفسية الكثير من الأشخاص لتعاطي المخدرات، فمثلًا لو تعرض الشخص لصدمة نفسية قوية، مثل فقد شخص عزيز عليه، أو فشل في قصة حب قوية،

أو فشل في تحقيق حلمه العملي، أو الدراسي، فكل هذه الأمور والصدمات، قد تدفع الفرد لتعاطي المخدرات رغبةً منه في الهروب من مشاكله ورغبة منه في النسيان ومنها:

2- العوامل البيئية لتعاطي المخدرات:

بيئة الإنسان هي المكان الذي ينشأ فيه منذ طفولته، ويترعرع بداخله، وهذه البيئة يكون لها تأثير جوهري على شخصية الإنسان وطباعة وسلوكياته، فإذا نشأ شخص في بيئة نقية وجو أسري هادئ، فإنه يصبح شخصا سويًا ويكون من الصعب انحرافه لمثل هذا الطريق.

وعلى العكس لو نشأ شخص في منزل به من يتعاطى المخدرات أو أسرة مفككة، ولا يوجد بها رقيب من الأبوين، فهذا يعد من أهم اسباب الادمان على المخدرات.

وكذلك تدهور الأحوال المادية وعدم وجود هدف في الحياة أو فرصة عمل مناسبة، كل هذا يشعر الشخص بالضياع، ويُفقده الثقة بنفسه، ويدفعه لتعاطي  المخدرات هروبًا من الواقع الأليم.

3- العوامل الدينية:

هذا إلى جانب العامل الديني الذي له تأثير واضح وقوي في تعاطي المواد المخدرة، فالشخص المُتدين المدرك لأمور وتعاليم  دينه، يصعب أن يتعاطي مثل هذه السموم،

لأنه يخاف الله ويعرف مدي عقاب الله لمن يلقي بيده في التهلكة، على عكس الشخص البعيد عن الله والغير مدرك لتعاليم دينه، فيصير فريسة سهلة لمثل هذه السموم.

4- العوامل الجينية والوراثية:

هناك بعض الدراسات العلمية  أثبتت وجود علاقة قوية بين الإدمان والجينات الوراثية، بل أن نصف خطر تعرض الشخص للادمان على المخدرات يرجع إلى العامل الوراثي، وهذا أمر خطير فالشخص الذى يتعاطي مخدرات اليوم، يكون إبنه في المستقبل عرضة أكثر من غيره لإدمان مثل هذه السموم.