5 عوامل تحدد مدة علاج الإدمان

أول سؤال تطرحه لنفسك بلا شك عندما تُقدم على الدخول في مصحة هو ” ماهي مدة علاج الإدمان ؟ ” وهي في الحقيقة تنقسم إلى مدة المراحل التي يخضع لها المريض، بدايةً من مرحلة أعراض الانسحاب، إلى مرحلة العلاج النفسي، ومرحلة التأهيل الإجتماعي، وهي ليست مدد محددة بوقت ثابت؛ بل تختلف من مريض إلى الآخر، ومن نوع إدمان إلى الآخر، وأيضاً لحالة المريض البدنية، وهناك 4 عوامل يعملوا على التسريع من مدة علاج الإدمان في حالة توفيرها في البروتوكول العلاجي.
ما هي مدة علاج الإدمان؟
في المتوسط تستغرق معظم حالات الإدمان فترة من ثلاثة شهور حتى ستة شهور وفقاً لكل حالة، وقد تستغرق أحيانًا سنة كاملة 12 شهر، وفي هذه الحالة يصل المريض إلى أعلى مستويات التعافي، لأنه يعتاد سلوكيات صحية تبعده عن الإدمان، وتغير نمط حياته تمامًا.
1- مدة مرحلة أعراض الانسحاب:
هي الفترة التي يعبر فيها الجسم عن التغيرات التي تحدث له، نتيجة عدم دخول كميات المخدر التي كان يتلقاها كل فترة منتظمة، وهي تختلف وفقاً لعمر كل حالة، ووزنها، وحالتها الصحية، ومدة تعاطي المخدر، كما نجد أن مدة أعراض الانسحاب تختلف وفقاً لنوع كل مخدر، حيث في بعض الحالات تكون أعراض الانسحاب قوية وصعبة جداً، وهنا يتطلب على الطبيب المعالج وضع برنامج لهذه الفترة أطول نسبيًا، ولكن عندما نتحدث عن أرقام نجد أن متوسط هذه الفترة يتراوح بين 3 أيام حتى 10 أيام.
2- مدة العلاج النفسي والتأهيل الاجتماعي:
هذه المرحلة يكون العمل فيها على الحالة النفسية لكل مريض وبالتالي تحتاج مزيد من الوقت لعلاج ما أفسده المخدر في نفسية المتعاطي، كما تتأثر لمدة إرادة وقدرة المريض على التخلص من هذه الحياة البائسة؛ التي عاشها سابقاً، وهي تتراوح بين ثلاثة شهور حتى ستة شهور.
3- مدة برنامج الرعاية بعد العلاج:
هذه المدة تبدأ خارج مستشفى بريق، وفيها يظل المريض على اتصال مستمر بالطبيب المعالج، ومع أصدقائه الذين تلقى معهم العلاج سابقاً، ويكون هذا الاتصال من خلال مقابلات مستمرة، وكلما طالت هذه المدة كلما نجح بروتوكول العلاج، لأنها مؤثرة في الحياة الخارجية، لما لها من تأثير نفسي على الحالة العامة، وما تتركه من تشجيع وطاقة إيجابية في نفسه، وهي قد تمتد إلى عدة سنوات.
العوامل التي تحدد مدة علاج الإدمان من المخدرات:
هناك عدة أشياء تحدد مدة العلاج التي تتباين بين كل حالة وأخرى، وهي كالتالي:
1- العلاقة بين مدة الإدمان ومدة العلاج:
العلاقة بين فترة تناول المخدر وبين فترة العلاج من الإدمان علاقة طردية، حيث كلما طالت فترة التعاطي كلما طالت فترة العلاج، وهنا يكون المخدر موجود في كل منطقة في الجسم، وتأثيره واضح على جميع الخلايا، أما في حالة كون فترة التعاطي بسيطة، فهذا يسهّل ويقلل من فترة العلاج.
2- تأثير الحالة الصحية للمريض على فترة العلاج:
العلاقة بين صحة الجسد وفترة التعافي علاقة قوية ومترابطة، حيث تجد الحالة الجيدة للجسم تسرع من مدة العلاج، وتحفز باقي الخلايا على التعافي، ولكن الحالة الجيدة تستغرق فترات طويلة في تخلص أعضاء الجسم من السموم وخاصة الكبد.
3- العلاقة بين عمر المريض ومدة العلاج:
سن المريض من العوامل المؤثرة بقوة على التعافي من المخدر، فعند تلقي العلاج في فترة الشباب يكون الجسم بحالة جيدة وكل الأعضاء تقوم بمهامها على أكمل وجه وتحتاج فترة أقل للتعافي، عكس المريض المتقدم في العمر الذي يحتاج فترة طويلة في العلاج لتخليص جسمه من كل السموم التي تركها المخدر.
4- العلاقة بين وزن المريض ومدة العلاج:
هنا يعاني مريض السمنة أو الوزن الزائد من صعوبات كبيرة في التخلص من الإدمان والمخدرات، حيث كل الخلايا الدهنية في الجسم تكون موطن مناسب للسموم التي يتركها المخدر، وتزيد من امتصاص المخدر في الجسم.
كما تجد أن التخلص من هذه السموم غاية في الصعوبة، ويحتاج إلى بذل مجهود كبير، وهنا تطول مدة العلاج، ويحتاج المريض إلى مساعدة أكثر من المريض الذي يمتلك وزن مثالي.
5- العلاقة بين استجابة المريض ومدة العلاج:
عندما تتحدث عن استجابة المريض فهنا نتحدث عن الإرادة والعزيمة النابعة من داخله، للتخلص من هذا المخدر اللعين، فهي لها العامل السحري في تقليل فترة العلاج، حيث كلما كان المدمن قوي ومصمم على هزم المخدر، وكسب المعركة، ونادم على الطريق الذي سار فيه، كلما كان جسمه أكثر استجابة لكل الأدوية والخطط العلاجية التي يتلقاها.
أيضاً نجد الدقة في تنفيذ أوامر الأطباء أمر مهم، عكس المريض الذي يشعر بالإنهزامية أو الضعف، وليس لديه وازع داخلي يشجعه على التعافي، تجد فترة علاجه طويلة، بل وفي أوقات كثيرة تنتهي بالفشل والإحباط، فيرجع المدمن مرة أخرى لنفس الطريق الذي سار فيه مجدداً.
العوامل المساعدة في تقليل مدة علاج الإدمان:
يحاول كل مريض أن يقلل مدة علاج الإدمان على قدر المستطاع، لأنه يتعامل معه كأنه حمل ثقيل على كاهله، والجدير بالذكر وجود عدة عوامل مؤثرة في فترة العلاج، تعمل على تقليل المدة وتسهيلها والتقليل من آلامها، وتلك العوامل تتمثل في:
- امتناع المتعاطي عن تناول أي جرعة من المخدر ولو كانت بسيطة جداً، التي قد يكون لها تأثيراً سلبياً جداً على الحالة الصحية للمريض، مما يُطيل من فترة العلاج.
- مدى التزام المريض بجميع التوجيهات المطلوبة منه، وتنفيذ كل تعليمات الطاقم الطبي بدقة، مما يساعد على سلاسة وسرعة سريان البرنامج العلاجي، مما يخفف على المريض ويسرع من علاجه.
- الوسط الاجتماعي والأسري المحيط بكل مريض، حيث كلما زاد الدعم الذي يتلقاه المريض من أفراد أسرته ومحبيه، كلما كان ذلك مشجعا ومحفزاً له على مقاومة الإدمان، وتخطي مدة العلاج بسهولة.
- اللجوء بسرعة إلى مكان متخصص في علاج حالات الإدمان، وعدم الانسياق وراء المخدرات، يقلل من فترة العلاج ويُزيد من فرص نجاح العلاج.
- أهم عامل هنا هو البحث عن مكان مناسب يتميز بسمعة جيدة، وخبرة عالية، ومستوى راقي، يقدم لك أفضل الخدمات الطبية والعلاجية، يساهم وبشكل فعال في نجاحك للوصول إلى هدفك، والتعافي التام، وعدم العودة مرة ثانية إلى هذا الطريق.
أسئلة شائعة عن مدة علاج الإدمان:
من المؤكد أنك يدور بعقلك الكثير من الأسئلة التي تتمحور حول مدة علاج الإدمان، ومن خلال الأسئلة التالية نجيبك على أهم تلك الأسئلة، والتي تتمثل في:
ما هي مدة علاج الإدمان؟
تختلف مدة علاج الإدمان من الحالة إلى الحالة الأخرى وفقاً للعديد من العوامل المؤثرة على المدة وأهمها عمر المريض ووزنه وحالته الصحية بالإضافة إلى فترة التعاطي.
ما هي مدة الرعاية بعد العلاج ؟
يمكن أن تصل مدة الرعاية بعد العلاج إلى 18 شهر تقريباً، ومع مستشفى بريق تجد أفضل علاج لمرحلة الانسحاب، وأفضل رعاية بعد العلاج، كما تتوفر أحدث الأساليب في العلاج النفسي والتأهيل الاجتماعي.
هل طول فترة علاج الإدمان يؤثر على التعافي التام ؟
بالطبع كلما زادت فترة العلاج كلما وصل المريض إلى الشفاء التام وقلت نسب التعرض للانتكاسة.