علاج المدمن بالقوة والحالات التي تستدعي التدخل الفوري والعاجل
الإدمان مرض لا يختلف عن غيره من الأمراض التي تستدعي التدخل الطبي، والخضوع لبرنامج علاج سواء طويل الأمد أو قصير الأمد، وهناك حالات كثيرة قد تستدعي علاج المدمن بالقوة، خاصة عندما تتدهور حالته الصحية، ويصبح غير قادر على التواصل مع الآخرين.
والإدمان قد يسيطر على الشخص بدرجة كبيرة وقد يعمي بصيرته، لدرجة أنه غالباًً ما يكون آخر من يدرك مدى حاجته الشديدة للمساعدة، وعندما يكون من أحد افراد العائلة او الاصدقاء المقربين في حاجة إلى برامج إعادة تأهيل وعلاج من الادما، فقد يتبادر للأذهان هل هناك أي طريقة لعلاج المدمن بالقوة؟، وما هي الحالات التي تستدعي ذلك.
متى يتطلب الأمر علاج المدمن بالقوة؟
هناك العديد من الأسباب والحالات التي تستدعي التدخل العاجل للعلاج بالقوة، وابرزها عندما يكون الشخص الذي يعاني من الأدمان مستسلم بشكل كامل لسيطرة الإدمان.
وبالاضافة الى ذلك الحالات التي تستدعي علاج المدمن بالقوة، عندما يصبح الشخص المدمن مصدر للتهديد، سواء بإلحاق الأذى بنفسه أو بشخص آخر، وفي هذه الحالة يتطلب الأمر تدخل فوري وعاجل من قبل المحيطين، من خلال إدخاله قسراً إلى المستشفى، لتبدأ مرحلة الانسحاب والتي تتضمن التخلص من السموم الإجباري، وهي التي تسبق تلقي أي استشارات علاج إدمان أو علاج جماعي.
علاج المدمن بالقوة وفقا للقانون:
لدى العديد من الدول أحكام وقوانين تخص الإدمان وعلاج المدمن بالقوة، حيث يتم الضغط قانونياً على الاشخاص الذين يعانون من الادمان للخضوع الى برنامج إعادة تأهيل، و قد يتم تضمين هذا في شروط الإفراج عنهم في بعض
القضايا، أو حكم إلزامي في أعقاب إدانة تتعلق بقضايا الادمان.
هل علاج المدمن بالقوة امر ايجابي؟
اذا كان بامكان اي شخص علاج احد المقربين له يعاني من الادمان بالقوة، فلا يمكن الجزم بأن هذا النوع من العلاجات فعال وايجابي، فالعديد من الدراسات التي اهتمت بفعالية علاج المدمن بالقوة، والتي يركز معظمها على أولئك الذين أجبرهم القانون على العلاج بالقوة أو اجبرهم الأهل والعائلة، وكانت النتائج مختلطة بدرجة كبيرة، ولكن يتضح من هذه الدراسات أن العنصر الفعال والأكثر إيجابية في نجاح العلاج و الشفاء والتعافي من الإدمان هو وجود رغبة حقيقية لدى المدمن في الشفاء و التوقف عن الإدمان، وهو ما لا يضمنه علاج المدمن قسرا.
طرق علاج المدمن بالقوة:
إن إيجاد طرق لإجبار شخص مدمن بشكل قانوني للعلاج من الادمان، أو حتى محاولة إرغامه على الخضوع لبرامج اعادة التأهيل، من منطلق الشعور بالذنب واللوم أو الخجل أو المسؤولية العائلية، قد لا يكون له التأثير المطلوب، لكي ينجح العلاج، فلابد أن يكون هناك رغبة لدى المدمن في العلاج والتخلص من هذا المرض، ويجب أن يعترف بأن لديه مشكلة.
و إذا لم أستطع إجبار الشخص المدمن على الخضوع للعلاج وإعادة التأهيل، فلا يزال من الممكن مساعدته من خلال بعض الطرق التالية:
الوعي بمرض الإدمان:
الإدمان مرض يؤثر على أداء الدماغ ، وهو يغير بشكل أساسي الطريقة التي يفكر بها الشخص، و من المستحيل مساعدة مدمن تهتم به دون فهم طريقة عمل دماغه، وكيف يفكر، وهناك الكثير من المصادر التي يمكن أن تساعدك في ذلك، بدءاً من الاطلاع على كتب تناولت مرض الإدمان وأعراضه وكيفية التعامل مع المدمن، وصولا الى الاستشارة بأخصائي نفسي.
توقيت العلاج:
إن إجراء تدخل رسمي لعلاج المدمن أمر صعب، والتفكير في علاج المدمن بالقوة، قد يكون غير مجدي في بعض الحالات، وقد يؤدي إلى نتائج عكسية، ولكن إذا كان الشخص الذي نهتم به يدرك بشكل غامض على الأقل أن لديه مشكلة، وإذا كان من الواضح له أننا نحاول فقط مساعدته للخروج من الأزمة بمنتهى الحب والرفق، فقد يساعد التدخل اللطيف في دفعه في الاتجاه الصحيح.
احتواء المدمن:
التعامل مع المدمن من قبل الأهل والعائلة، قد يتضمن العديد من السلوكيات والمواقف التي تستدعي الانتباه اليها، فمن الشائع جدًا لأهل المدمنين مراجعة سلوكهم عن غير قصد، مثل التنظيف من بعدهم، واختلاق الأعذار لهم، ومن المهم أن نفهم جيدا أن احتواء سلوكيات المدمن يقلل من عواقب قراراتهم السيئة.، فكن دائماً هناك لمساعدتهم، مع مقاومة الرغبة في التمكين.
تقديم الدعم:
غالبًا ما يشعر أولئك الذين يعانون من الإدمان وحدهم بألم، و يحتاجون إلى الشعور بأن الآخرين يهتمون بهم ويهتمون بصدق رفاهيتهم، و يمكنك أن تكون ذلك الشخص، حتى عندما يخذلوك، من المهم أن يعرفوا أنك لا تزال هناك لتقديم الدعم العاطفي والحب غير المشروط، و يمكن أن يكون هذا الشعور بمثابة دافع لاتخاذهم قرار العلاج، وهو خطوة فعالة جدا بدلا من العلاج بالقوة.
الاستعانة بأخصائي علاج ادمان:
يعمل أخصائي علاج الإدمان على مساعدة الأشخاص الراغبين في التغلب على الإدمان، ومساعدة الأهل ايضا في التعامل مع هذا المرض، لذلك ينصح الأهل عن البحث عن كيفية إقناع الأشخاص المدمنين والذين يحتاجون إلى المساعدة بالاستعانة بالاستشارة الطبية والنفسية ايضا.
علاج المدمن بالقوة في المراحل الأولى من الإدمان:
يختلف توقيت التدخل للعلاج وفقا للمرحلة العمرية التي يمر بها المريض، فمثلا المراهقين، يمرون بمرحلة حساسة، و لديهم رغبة شديدة في الدفاع عن قرارتهم، و هذا هو السبب في أن الشباب أكثر عرضة للإدمان، لأنهم قد لا يمتلكون الوعي، والقدرة رفض الانخراط في الإدمان، لذلك قد يستلزم الامر التدخل فورا للعلاج بالقوة.
ويصاب الشخص بالإدمان لعدة أسباب، ف قد يشرب الكحول أو يتعاطى المخدرات كوسيلة لجعل الحياة أكثر متعة، وقد يستخدم الأدوية لتحسين أدائه في المدرسة أو بناء العضلات بشكل أسرع، وغيرها من اوجه الادمان، ومن الضروري ايضا معرفة جوانب النقص التي يعاني منها المريض، ومن المهم أن تتدخل العائلة في أسرع وقت ممكن، والتوجه إلى أخصائي لإجراء التشخيص الأكثر دقة واتباع النصائح المفيدة، خاصة فيما يخص التعامل مع المريض ومع أعراض المرض، وسلوكياته التي قد تتغير بدرجة كبيرة عما كان عليه قبل الادمان.
الإدمان والمرض العقلي:
مما لا شك فيه أن الإدمان والأمراض العقلية يسيران جنبا إلى جنب، ولكن في الدول التي يكون فيها علاج المدمن بالقوة أمر قانوني، يوجد فصل بين هذه التعريفات القانونية لمنع المجرمين من الدفاع عن أفعالهم بحجة الادمان.
و ينطوي العثور على خطة العلاج الصحيحة على فهم الحالة الصحية للمدمن، وصحته العقلية والنفسية، وإدراك الأمر جيد وبحث اذا كان بحاجة إلى عناية ورعاية متخصصة للعلاج.
في النهاية نؤكد أن علاج المدمن بالقوة، قرارا قد يكون فعالا في بعض الحالات وقد يكون له مردود سيء في حالات اخرى وهو ما يتوقف على الحالة الصحية التي يمر بها المريض الوعي بمرض الإدمان ونجاح العائلة والأهل في احتواء المريض، للاستمرار في استكمال برنامج العلاج والتعافي من الإدمان.