طرق الوقاية من المخدرات وتجنب الوقوع في الإدمان

قال لي منذ فترة لا أريده أن يفقد حياته مثلما فقدتها أنا ولا اعرف كيف أحميه من هذا السجن الذي طالما عشت فيه لسنوات عديدة وسألني عن الطرق الفعالة في الوقاية من المخدرات، ولكن يجب عليك ان تعرف أنها مسؤولية مشتركة بين الأسرة والدين والمدارس والجامعات ومؤسسات الدولة المختلفة.
دور الأسرة في الوقاية من المخدرات:
تشكل الأسرة الدور الأساسي في الوقاية من خلال عدة طرق وأهمها :
1- التوعية وتصحيح المفاهيم:
لابد من توعية الأبناء من المخاطر الصحية والاجتماعية لتعاطي المخدرات وإنها إذا كانت تعطي شعور بالسعادة في البداية لكنها بعد ذلك تدمر الحياة، ويجب أيضا تصحيح المفاهيم الخاطئة عن المخدرات مثل إن كل الشباب يتعاطون أو أن الحشيش لا يضر بالصحة.
2- الترابط الأسري:
تجنب الصراعات والمشاكل المنزلية وتوفير بيئة منزلية هادئة من أهم طرق الوقاية من المخدرات حتى لا تجعل الابن يهرب من هذه الصراعات باللجوء إلى المخدرات، كن مستمع جيد وحاول قضاء وقت كافي مع أبنائك تتشاركوا فيه بعض الأنشطة سويا.
3- تجنب القسوة والإهانة:
يجب عليك الامتناع عن العنف والإهانة عند التعامل مع أبنائك، فقد أثبتت الأبحاث أنه أكثر من 30% من الأبناء الذين يتم التعامل معهم بعنف يتعاطون المخدرات في مرحلة الشباب.
4- مراقبة نوعية الاصدقاء المحيطة:
كن يقظ لنوعية الاصدقاء التي ترافق ابنائك وراقب سلوكهم لأنهم يكونوا قدوة لابنائك، حيث تقول الدراسات أن الشباب الذين لديهم أصدقاء يتعاطون المخدرات هم أكثر عرضة للتعاطي عن غيرهم.
5- كن قدوة وابدأ بنفسك:
من أفضل طرق الوقاية من المخدرات أن تكون قدوة ومثال لاولادك، فإذا كنت تتعاطى مخدر ما أو حتى تدخن السجائر فلا تفعل هذا أمام أولادك ويجب عليك ترك هذه العادات التي قد تودي بحياتك وحياة من حولك.
6- وقت الفراغ:
كلما زاد وقت الفراغ لدى ابنك كلما زاد الملل والرغبة في تجربة جديدة وخصوصا إذا كان محاط بأصدقاء سيئين، حاول أن تشجعه على قضاء وقت فراغه بصورة أفضل مثل ممارسة هواياته المفضلة من الرسم أو الموسيقى أو ممارسة الرياضة.
7- تفهم الحالة النفسية لابنك:
إذا كان ابنك يعاني من الاكتئاب أو القلق المزمن أو أي من الأمراض النفسية فيجب الذهاب به إلى طبيب نفسي لتقييم الحالة الصحية وأخذ العلاج المناسب، فقد تؤدي هذه الأمراض إلى تعاطي المخدرات وبأكتشافها وعلاجها تكون طريقة فعالة من طرق الوقاية من المخدرات.
8- منح الثقة للأولاد:
يجب الحرص على إشعار الأبناء بالثقة ومنحهم مساحة من الخصوصية لأن الضغط المبالغ فيه قد يأتي بنتائج عكسية.
دور المدارس والجامعات في الوقاية من المخدرات:
لا شك في أن المدارس والجامعات هم المنزل الثاني للأبناء من حيث قضاء الوقت وتعلم الفضائل، وتلعب كل منهما دور هام في الوقاية من خلال عدة أشياء مثل :
1- إقامة ندوات ومحاضرات توعية:
يجب عمل ندوات واستضافة خبراء للتحدث عن مخاطر المخدرات على الصحة وعن نسب الوفيات من المخدرات وعن كيفية الوقاية من المخدرات، أيضا ندوات عن كيفية التعامل مع الضغوط النفسية باعتبارها أحد أهم مسببات الإدمان على الاطلاق.
2- المناهج الدراسية:
يجب أن تحتوي المناهج الدراسية على أجزاء للتوعية من مخاطر المخدرات وعن كيفية اختيار الاصدقاء وعن بدائل جيدة لقضاء أوقات الفراغ.
3- برامج صيفية وأنشطة:
إقامة أنشطة لممارسة الهوايات والرياضة في المدارس والجامعات تعتبر من أهم الطرق للقضاء على أوقات الفراغ وبالتالي الوقاية من المخدرات.
4- الترابط بين الطالب والمدرس:
يجب أن تكون العلاقة بين الطالب والمدرس مبنية على الحب والمشاركة وليس الترهيب والتخويف ويجب أن يكون قدوة للتلاميذ، ولابد من وجود أخصائي أجتماعي بالمدرسة كي يجد حلول للمشاكل النفسية التي يمر بها الطلاب ويقدم النصائح لتجنب المخدرات.
دور الدولة في الوقاية من المخدرات:
يقع على الدولة ومؤسساتها المختلفة مسؤولية كبيرة من خلال عدة طرق ومنها :
1- وضع القوانين الرادعة:
لابد من وضع قوانين صارمة لمنع تداول المخدرات وهذا له دور فعال في الوقاية من المخدرات بسبب صعوبة الحصول على المخدر وأيضا الخوف من العقوبة، ولابد من الرقابة على الأماكن التي يحتمل وجود المتعاطين أو المروجين فيها خصوصا المناطق الشعبية.
2- وسائل الإعلام:
يعد للإعلام دور مهم في الوقاية، وهذا من خلال إطلاق حملات إعلامية وبرامج للتوعية بأضرار المخدرات وكيفية تجنبها.
3- التوعية بالأمراض النفسية التي تؤدي إلى الإدمان:
– يجب التوعية بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب لانها مدخل جيد الى المخدرات
– ايضا يجب نبذ التنمر المدرسي وعلاج مثل هذه التصرفات يكون فعال في الوقاية من المخدرات
4- توفير وظائف مناسبة للشباب:
قد لوحظ أنه عدد كبير من المتعاطين وخصوصا صغار السن قد أقلعوا عن المخدرات من خلال حصولهم على وظائف تناسب قدراتهم ، وأدى هذا إلى رفع معنوياتهم وإحساسهم بأنهم مقبولين في المجتمع مما جعلهم يقلعون عن التعاطي
بعض الأسئلة الشائعة حول الوقاية من المخدرات:
مجموعة من الأسئلة المتداولة حول الوقاية من المخدرات:
هل تنجح طرق الوقاية في منع تعاطي المخدرات ؟
لا شك في أن وسائل الوقاية تقلل نسبة الوقوع في الإدمان بصورة ملحوظة وتؤثر في حياة الشباب، وأثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يعيشون في بيئة أسرية هادئة أقل عرضة لتعاطي المخدرات في المستقبل.
ما الهدف من برامج الوقاية ؟
يتمثل الهدف من الوقاية في مواجهة الأسباب التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات ومحاولة علاجها حتى لا يشعر الشباب بالحاجة إلى اللجوء إلى التعاطي.
كيف أمنع ابني من الاختلاط بأصدقاء يتعاطون المخدرات ؟
يجب أن تكون العلاقة بينك وبين ابنك علاقة صداقة وأنك لا تأمره بشيء ولكن اعتراضك على هؤلاء الأصدقاء نابع من خوفك عليه وليس بغرض التحكم فيه.