التعامل مع المدمن العنيد و تقديم الدعم النفسي والمساعدة الصحيحة

التعامل مع المدمن العنيد وإقناعه بتلقي علاج الإدمان على المخدرات أمر في غاية الأهمية، حيث أن الإدمان يتسبب في حدوث تغييرات حقيقية في الصحة البدنية والنفسية والعقلية، و يؤثر على كيفية التفكير وأداء وعمل الدماغ، وبطبيعة الحال، الدماغ هي المسؤولة عن جميع الأفعال الطوعية وغير الطوعية، وهذا يعني أن الأدوية تغير طريقة التفكير والتصرف والشعور، خاصة لدى المدمن العنيد، والذي يعمل بشكل دائم على القيام بأفعال سيئة فقط من منطلق العناد والتحدي.
التعامل مع المدمن العنيد من الناحية النفسية:
تأثير الإدمان على الصحة العقلية والنفسية، هو السبب الرئيسي في أن الأشخاص الذين يعانون من الإدمان قد يبدون أكثر عدوانية، و لكن هذه ليست الحقيقة، وراء الإدمان شخص آخر، ويمكنه أن يخرج من الإدمان أقوى وألطف وأكثر فهما للأمور واستيعابا من ذي قبل، لذلك يتطلب الأمر مزيدا من الصبر والعمل على تقديم الدعم النفسي للمدمن بدلا من الدخول في مواقف صدامية.
والإدمان بمختلف أنواعه يغير بنية الدماغ عن طريق إنشاء مسارات عصبية جديدة وتغيير عدد المستقبلات التي لدى المريض، وعندما تتداخل المواد الكيميائية الموجودة في العقاقير المحظورة والوصفات الطبية التي يتم إعطائها للمريض خلال رحلة العلاج مع أداء الدماغ، يصبح شخصاً غريب وغير معروف لاحبائه من قبل، وهذا هو السبب في أن الشخص المحبوب يصبح عنيداً عندما يواجه المواقف، وعند البحث عن طرق التعامل مع المدمن العنيد، والتغييرات التي سببها الإدمان، فلابد من اللجوء إلى أحد مراكز علاج الإدمان وإخضاعه الى رحلة العلاج والتعافي.
خطوات التعامل مع المدمن العنيد:
في بداية الأمر للتعامل مع المدمن العنيد، لابد من التغاضي عن بعد التصرفات، ليس من منطلق كونها تصرفات سليمة، ولكن عندما تحدث هذه الأشياء، لابد أن نستوعب جيدا أن الشخص الذي يعاني من الإدمان لا يمكنه رؤية حقيقة الموقف، و هذا لا يعذر السلوك السيئ، ولكنه يساعد على اكتساب منظور جيد.
كما يحتاج المدمن العنيد إلى دعم مهني لتجاوز الإدمان.
اللجوء فريق طبي متخصص، حيث أنه يمكن لمتخصصي الإدمان و المعالجين والأطباء مساعدة المريض في اختيار الخيارات المناسبة لحالته.
التعامل مع المدمن العنيد عند رفضه للعلاج:
إذا ظل الشخص المريض بالإدمان عنيداً ورفض التحدث إلى الطبيب المعالج، او التوقف عن الإدمان فقد يكون الوقت قد حان لطلب المساعدة طبيب نفسي للتدخل.
و لا يجب أن يكون التدخل من قبل الطبيب النفسي أمرا صدام، فيمكن أن تكون سلسلة من المحادثات، وقد تضم بعض الافكار والشروط ووضع حدود والالتزام بها.
التعامل مع المدمن العنيد عند طلبه المساعدة:
إذا طلب أحد المدمن العنيد المال، فينصح بعرض عليه المساعدة في دفع تكاليف العلاج، وعندما يتعلق الأمر بمساعدة شخص مدمن عنيد في العائلة أو دائرة المعارف، فلا ينصح باختلاق الأعذار، ولابد من التحلي بالصبر والجلد، وتنفيذ المساعدة في حدود المعقول او التفكير معه ومشاركته في الأمر بشكل يحسن من حالته.
التعامل مع المدمن العنيد واللوم:
كما ينصح بالتواصل مع المهنيين والمعالجين الذين يفهمون أفضل الأساليب التي يجب اتباعها، والحرص على عدم إلقاء اللوم على المدمن أو على المحيطين به، وبدلا من ذلك العمل على التعبير عن الحب والقلق، حيث أن اللوم يمكن أن يجعل العناد أسوأ، و من المحتمل أن الشخص الذي يعاني من الإدمان يعاني بالفعل ولا يحب نفسه في هذا الوضع، أو ينكر، وشعور اللوم والذنب والندم، هذا يمكن أن يجعله دفاعياً بشكل لا يصدق عند مواجهة أي أدلة على الإدمان.
نصائح للتعامل مع المدمن العنيد:
- لا تخبر المدمن العنيد بأنه “دائمًا” لا يفي بمسؤولياته.
- لا تخبر المدمن بشكل عام أن لديه خياراً لاستخدام المخدرات أو عدم استخدامها على سبيل المثال او ماشبه من مجالات الادمان.
- لا تخبر الشخص المدمن بأنه شخص سيء.
- أخبر المدمن العنيد أنه لديه خيار البحث عن العلاج.
- أخبر المدمن أن مرض الإدمان يتعارض مع قدرته على التواصل مع الوالدين أو الحفاظ على روابط اجتماعية صحية.
- لا تختلق أعذاراً لسلوك المدمن.
- التحلي بالصبر، وإشراك المعالجين والعائلة عند الضرورة لحماية الشخص المريض.
كيفية تحفيز المدمن العنيد على العلاج؟
1- إظهار التعاطف:
إذا كنت تتعاطف بدرجة كبيرة مع أحد الأقارب ممن يعاني من الإدمان، فقد يكون إظهار التعاطف هو أفضل شيء يمكن القيام به، نظراً لأن الغضب واللوم قد يأتي بنتائج عكسية.
وإذا شعر شخص ما وكأنه يُجبر على القيام بشيء ما، فمن المرجح أن يكون مقاوماً، و إذا شعر الشخص وكأن شيئاً ما هو قراره، فسيكون أكثر احتمالًا للقيام بذلك.
2- الحفاظ على مساحة من الحدود:
أهم القرارات الصحية التي يمكنك اتخاذها بشأن إدمان أحد أحبائك تتعلق بنفسك، حيث أن الحدود الصحية مفيدة، حتى عندما لا يكون أحبائنا بصحة جيدة، تساعد على تحقيق قدر من العقلانية والتحكم في الأمور، حتى عندما يتسبب الإدمان في حدوث فوضى.
3- تشجيع المسؤولية:
عندما التعامل مع المدن العنيد، غالباً ما تُلام الأسرة على كفاحهم، ومن الصعب على الشخص المدمن أن يتولى مسؤولية مشاكله الخاصة، ولكن من الضروري أن يطلب المساعدة، و إذا كان الشخص سيجري تغييرات في حياته من خلال الذهاب إلى المصحة أو الطبيب المعالج، فيجب على المحيطين به تشجيعه على أن يقبل يتولى مسؤوليته الخاصة.
4- طلب المساعدة:
لست وحدك المسؤول عن تحفيز المدمن على الذهاب إلى علاج الإدمان، على الرغم من أنه في بعض الاحيان قد يبدو كما لو كنت بمفردك، أو تشعر بالحرج من التحدث مع الآخرين حول الإدمان في العائلة، أو خائفاً من النتيجة، فلابد من أن تتذكر جيدا أن طلب المساعدة أمر صحي وليس عيبا، وقد يستلزم الأمر الحصول على مساعدة طبيب نفسي أو معالج مختص لتحفيز المدمن على الذهاب إلى المصحة للعلاج.
5- التواصل مع معالج نفسي:
بكل تأكيد يمكن للشخص المختص، و الذي يعرف كيف تمر رحلة الإدمان والعلاج والتعافي أن يساعدك في خطتك لإنقاذ الشخص المدمن، و الاتصال بأخصائي علاج الإدمان قبل أن يكون المريض مستعداً لقبول المساعدة، وبهذه الطريقة، عندما يسعى للحصول على المساعدة، يكون لديك بالفعل ثروة من المعلومات.
وعندما تخرج الأمور عن السيطرة للمدمن في الأسرة، يمكن أن تحدث خلافات وصراعات، ويمكن للشخص المتوسط في حل الخلاف كطرف ثالث غير متحيز يمكنه المساعدة في إقناع المريض بضرورة التغيير.
وإذا كنت تأمل في تحفيز شخص عزيز عليك يعاني من الإدمان للعلاج، فتذكر أنه لا يجب أن تكون بمفردك، حتى لا تضر بصحتك العقلية والنفسية.
في النهاية نؤكد أن التعامل مع المدمن العنيد، يعتمد على تعزيز وعي المحيطين به، والاستعانة المعالجين والأطباء المتخصصين، لتقديم الدعم النفسى وتشجيعه على البدء في رحلة التعافي من الإدمان.
إذا كان ابنك يعاني من الإدمان لا تتردد في طلب المساعدة، فنحن في مسشفى بريق جاهزين لمساعدتك في أي وقت، تواصل معنا الآن