مخدر الكيميكال والاستروكس والفودو والجوكر وغيرهم الكثير، كلها أسماء لمواد مخدرة ذات تأثير خطير على صحة الإنسان.
ولذلك وُضعت البرامج وخطط التأهيل وعلاج إدمان الكيميكال وغيره من المخدرات خاصّة من فئة القنب (الكانابينويد) الصناعيّ نظرًا لخطورتها.
انتشار مخدر الكيميكال في الدول العربية:
ينتشر الكيميكال انتشارًا واسعًا في الدول العربية بين الشباب والمراهقين خاصّة، وينخدع هؤلاء الشباب بهذا المخدر ويظنون أنه آمن.
ولكن للأسف الشديد تحدث أضرار تدخين الكيميكال وتعاطيه المتعددة وتودي بحياة هؤلاء الشباب في مقتبل عمرهم.
في مصر يقدر عدد مدمنين القنب الصناعي بما فيه الكيميكال بأكثر من 40% من إجمالي عدد المدمنين في مصر.
وينتشر الكيميكال في الكويت كثيرًا ويُصنع محليًا مما أدى إلى توفره وزيادة إقبال الشباب والمراهقين عليه.
إضافة إلى انتشاره في بقية الدول العربية بمعدلات مختلفة نظرًا لسهولة تصنيعه من بعض النباتات والمواد الكيميائية.
لذلك ازدادت جهود الدول العربية لمحاربة و علاج إدمان الكيميكال ومنتجات القنب الصناعي بسبب تأثيرها السلبي على حياة الشباب والمجتمع.
كيف أتعرف إلى مدمن الكيميكال ؟
تظهر بعض الأعراض على الشخص عند إدمان الكيميكال، وتشمل أعراض تعاطي الكيميكال ما يلي:
- الانزواء عن الآخرين والعزلة وعدم الاهتمام بالأشياء.
- تدهور التحصيل الدراسي والأداء في العمل.
- النوم والخمول في أوقات غير معتادة.
- عدم الانتباه وصعوبة التركيز في أثناء الحديث.
- الإصابة بالهلاوس والضلالات والارتياب في الآخرين.
- العصبية والعنف.
- تغيرات في الشهية ونمط الأكل وتغيرات في الوزن إما بالزيادة وإما بالنقص.
- التقلبات المزاجية والمشاعر غير المستقرة وزيادة السرية والكتمان.
- الانخراط في المشكلات المالية والجرائم.
- ظهور اعراض انسحاب الكيميكال عند عدم تعاطيه.
عند ظهور اعراض تعاطي الكيميكال على أحد معارفك وأحبائك سارع بطلب استشارة المتخصصين في علاج إدمان الكيميكال والتدخل لمساعدته وإنقاذه.
تأثير مخدر الكيميكال في المخ والجسم:
يرتبط القنب الصناعيّ بأنواعه المختلفة ببعض مراكز المخ ويؤدي إلى تأثير يضاعف تأثير القنب والماريجوانا الطبيعية أكثر من مئة مرة.
تظهر بعض أعراض تعاطي الكيميكال سريعًا بعد تدخينه أو تناوله خلال مدة تبلغ دقائق معدودة، وقد تكون الأعراض شديدة للغاية وتصل إلى الوفاة.
ولذلك من الضروري علاج إدمان الكيميكال ؛إذ يؤدي مخدر الكيميكال إلى الآتي:
- تغيير قدرة الشخص على إدراك ما حوله.
- ارتخاء الجسم والشعور بالسعادة.
- ارتفاع ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب.
إضافة إلى حدوث أضرار تدخين الكيميكال أو شربه أو تناوله في حالة التأخر في علاج إدمان الكيميكال ،وتشمل الآتي:
- الأزمات القلبية.
- القلق والتوتر الشديد.
- الاضطرابات التنفسية واضطرابات الجهاز الهضمي.
- ضعف عضلات الجسم ونقص حجمها.
- الارتياب والعنف وارتكاب الجرائم.
- التشنجات.
- الاضطرابات النفسية والهلوسة.
- الفشل الكلوي.
- الوفاة.
خطوات علاج إدمان الكيميكال:
تشمل خطوات علاج الإدمان من الكيميكال ما يلي:
1- التدخل وتوجيه المريض إلى طلب علاج الإدمان من الكيميكال:
الإدمان مرض معقد يحتاج إلى بذل مجهودات مستمرة لمحاربة تأثير المواد المخدرة في مراكز وكيمياء المخ.
وقد يحتاج ذلك إلى دعم وتوجيه الأصدقاء المقربين وأفراد الأسرة في كثير من الحالات، ويمكن أيضًا اشتراكهم في خطوات العلاج.
خطوات توجيه مدمن الكيميكال إلى العلاج:
إذا كان أحد المقربين منك يحتاج إلى علاج إدمان الكيميكال يمكنك الآتي:
- طلب المساعدة والاستشارة من الطبيب المتخصص لفهم مرض الإدمان وكيفية التعامل معه.
- اقرأ وابحث كثيرًا في مصادر موثوقة عن الإدمان وتأثيره في المريض.
- اطلب المساعدة من الأشخاص المقربين من المدمن الذين يثق بهم، بشرط التأكد أولًا من تقديمهم المساعدة دون اتهامات وإثارة المشكلات.
- ضع معهم خطة واضحة لمصارحة المريض ودفعه إلى طلب علاج إدمان الكيميكال .
- ليكتب كل فرد مشاعره تجاه المريض ومدى حبه وتقديره له ورغبته في مساعدته ودعمه ورؤيته بصحة جيدة.
- حدد موعدًا مناسبًا للاجتماع بالمريض ومصارحة المقربين منه بما كتبوه له بهدوء ودعم.
- اعرض قصصًا وحقائق توضح مدى سوء الكيميكال والإدمان وتأثيره في حياة المريض.
- لا تيأس إذا رفض علاج إدمان الكيميكال في البداية، فالإدمان يتحكم في صاحبه كثيرًا ويصعّب الأمر، حاول مرة أخرى في وقت لاحق.
2- تقييم حالة مريض إدمان الكيميكال:
يحتاج مريض الإدمان إلى الخضوع لتقييم وفحص شامل من قبل الطبيب المتخصص في علاج إدمان الكيميكال والمخدرات.
ويُحدد إصابة المريض بأيّ اضطرابات نفسية مصاحبة نتيجة تأثير الإدمان أو سابقة له، مثل الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة وغيرها.
يُجرى بعد ذلك تخطيط شامل ودقيق لخطة علاج إدمان الكيميكال واختيار البرنامج المناسب لاحتياجات وحالة كل فرد.
3- سحب المخدر وعلاج أعراض انسحاب الكيميكال:
يؤدي إدمان الكيميكال إلى ظهور بعض الأعراض الانسحابية عند وقف المخدر، وذلك قد يعيق العلاج ويدفع المريض إلى اليأس وترك برنامج العلاج.
لذلك يُفضل الالتحاق ببرامج العلاج والإقامة الكاملة في مراكز التأهيل وعلاج الإدمان المتخصصة.
ويمكن اتباع أحد البرامج المتخصصة التي توفر علاج الإدمان في المنزل، ولكن ذلك في حالات محدودة يحددها الطبيب المتخصص، وتشمل أعراض انسحاب الكيميكال من الجسم ما يلي:
- الإجهاد وآلام العضلات.
- إفراز العرق بغزارة والصداع.
- الأرق.
- آلام البطن وفقدان الشهية.
- الغثيان والإسهال.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- القلق والاكتئاب.
- صعوبة التركيز والتفكير.
- الشعور بالغضب والعنف تجاه الآخرين.
- اضطرابات التنفس وآلام الصدر والشعور بسرعة ضربات القلب.
- التشنجات.
- الرغبة في الحصول على الكيميكال.
وتُعالج الأعراض الانسحابية للكيميكال كالآتي:
- الخضوع للمراقبة والإشراف الدقيق على مدار اليوم.
- التقييم المستمر لحالة المريض وتعديل خطة العلاج حسب الحاجة.
- استخدام بعض أنواع الأدوية التي تخفف من شدة أعراض الانسحاب المختلفة.
- استخدام بعض الأدوية التي تقلل الرغبة في تعاطي المخدر وتعالج تأثيره في الجسم.
- وضع نظام غذائي صحي بمواعيد محددة ومناسب لحالة المريض وما يمر به من أعراض.
- الحرص على راحة المريض وتوفير بيئة ملائمة حوله خالية تمامًا من المواد المخدرة والمغريات.
- توفير بعض الأنشطة والوسائل الترفيهية التي تساعد على الاسترخاء والتغاضي عن بعض أعراض الانسحاب، مثل ممارسة الرياضة والهوايات والكتب
- توفير الدعم المستمر من أفراد الأسرة والأصدقاء والطاقم الطبي طوال فترة علاج إدمان الكيميكال .
4- جلسات الدعم والتأهيل:
إيقاف المخدر وجلسات الدعم والتأهيل هما وجهان لعملة واحدة وهي علاج إدمان الكيميكال وغيره من المواد المخدرة.
إذ يكمن دور وأهمية هذه الجلسات في علاج أسباب الإدمان من جذورها أو تغييرها قدر الإمكان، وذلك يساعد في تجنب انتكاس المرض.
في هذه الجلسات يجتمع المريض مع اختصاصي علاج الإدمان بمفرده أو ضمن مجموعة من الأفراد الذين يعانون الإدمان أو تعافوا منه.
وتحمل هذه الجلسات أهدافًا محددة في خطة العلاج وتشمل الآتي:
جلسات التأهيل السلوكي:
تتسبب بعض السلوكيات والأفكار والعادات الخاطئة في زيادة التعرض للإدمان، مثل: الطريقة الخاطئة في التعامل مع المشكلات والضغوطات.
ولذلك تركز هذه الجلسات على تحديد هذه الأسباب وتعديلها واستبدالها بالطرائق الصحيحة للتعامل مع المشكلات والضغوطات.
جلسات التأهيل النفسي:
تُجرى هذه الجلسات لعلاج الاضطرابات النفسية المختلفة التي قد تصاحب الإدمان، مثل: الاكتئاب.
اجتماعات الدعم:
يلتزم الأشخاص الذين يمرون بمرحلة علاج إدمان الكيميكال والمتعافين بحضور هذه الاجتماعات نظرًا لما تقدمه من دعم مستمر.
وذلك يساعد الأفراد على الانتظام في استكمال العلاج والحفاظ على وعيهم وإدراكهم وتمسّكهم بالتعافي.
تنشر الاجتماعات الطاقة الإيجابية بين الحاضرين وتعزز فكرة أنهم ليسوا بمفردهم في معاناتهم وتوفير مصدر أمان للجوء إليه وقت الحاجة.
5- العودة إلى الحياة الطبيعية:
ليس من الصعب علاج إدمان الكيميكال والعودة إلى الحياة الطبيعية والاندماج في المجتمع مرة أخرى.
ولكن يحتاج ذلك إلى بعض العمل والجد في سبيل الحصول على حياة صحيّة متوازنة وخالية من الإدمان والانتكاسات.
ويمكن العودة إلى الحياة الطبيعية عن طريق اتباع الآتي:
- تقبل النفس وتقبل مشكلة الإدمان والشعور بالفخر للتغلب عليه.
- اتباع نظام في طريقة سير الحياة بعد التعافي ووضع أهداف لتحقيقها.
- الانقطاع تمامًا عن أصدقاء السوء والمواقف والأماكن التي كانت تشجع على التعاطي.
- بناء جهاز دعم متكامل يتكون من الأسرة والأصدقاء وزملاء التعافي وفريق العلاج.
- الالتحاق بالأنشطة والمهارات المفيدة التي تشغل الوقت.
- الانتظام على الأدوية والجلسات والاجتماعات اللازمة.
أسئلة شائعة عن علاج الكيميكال:
مجموعة من الأسئلة المتداولة عن علاج الكيميكال.
هل يمكن علاج تعاطي الكيميكال في المنزل؟
يصعب جدا علاج الكيميكال في المنزل نظرا لوجود أعراض انسحابية شديدة وذلك بعد استشارة الطبيب.
ما هي خطوات منع الانتكاسة؟
يتم منع الانتكاسة من خلال استمرار الرعاية بعد العلاج وتأهيل المريض اجتماعيا وتدريبه على العيش دون تعاطي الكيميكال لمنع الانتكاسة.
ما هي مدة علاج الإدمان؟
الفترة التي يستغرقها العلاج تختلف من شخص لآخر ولكن في المتوسط تستمر من 3-6 شهور.